وتمر ذكرى اخرى للنكبة. الذكرى الـ 56 للاقتلاع والتشريد والارهاب بحق الشعب الفلسطيني. 56 عاما من التشريد والعذاب والمعاناة والالام. 56 عاما من التشريد في اصقاع العالم. 56 عاما من الشجب والاستنكار والتنديد الدولي وما زال الشعب الفلسطيني هائم على وجهه، منكوبا بعد ان سلبت حقوقه وانتزع من ارضه لتوطين اناس جاءوا من مختلف انحاء العالم ليشتتوا الفلسطينيين في مختلف زوايا العالم.
وتصادف ذكرى النكبة مع نكبة أخرى جديدة تحل بالفلسطينيين وبخاصة في قطاع غزة، حيث قامت اسرائيل بعملية تشريد جديدة للشعب الفلسطيني بعد ان دمرت اكثر من 120 منزلا. وكأنه لا يحق للفلسطيني الا أن يعيش في الخيام!!.
رغم كل هذه الرحلة الطويلة في درب الآلام، ورغم المعاناة والتضحيات الجسام التي طالت كل ممتلكات الشعب الفلسطيني حتى أرواحه الطاهرة التي لم ترتكب اي ذنب غير كونها مدموغة بالهوية الفلسطينية.
56 عاما من الامتهان لحقوق الفلسطينيين.. 56 عاما والعالم يتفرج على ما حل ويحل بالفلسطيني.. لا يتحرك الا لاصدار بيانات الشجب والاستنكار والتصدق ببعض الأموال.. وعوضا عن انصاف المظلوم، يؤكد على حق الظالم في العيش بسلام وأمان.. فأي عالم هذا الذي يسوده كل شيء، الا العدل!!
ورغم انصرام كل هذه السنوات، بما حملته من ذكريات مريرة وأليمة في ذاكرة الفلسطيني الذي تكالبت عليه أغلب القوى لتحويله الى لاجىء حتى في ارضه، الا انه لا يزال يحمل هويته ووطنه في قلب. ففلسطين تعيش اليوم في قلوب ما يقارب من ثمانية مليون فلسطيني يعيشون في الوطن والخارج. وستبقى كذلك حتى يسترجع الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة المكفولة دوليا