مرة اخرى تدمي حوادث السير قلوب الاردنيين ، والضحية هذه المرة في خريبة السوق.
مالك لافي ، ابن الخمسة عشر ربيعا في الصف التاسع تعرض في الساعة الثامنة من مساء يوم الاربعاء الماضي لحادثي دهس متتاليين من قبل سيارتين مختلفتين لاذ سائقاهما بالفرار من موقع الحادث. وفي التفاصيل كما رواها والد الفتى مالك ابوعامر لـ"الدستور" ان نجله المتميز بالذكاء في مدرسته والمواظب على الصلاة دون انقطاع ، رافق في ذلك المساء زميلا له كان في منزلهم بضاحية الامير علي في خريبة السوق للدراسة معا واوصله الى بيته في حي العلكومية ، واثناء عودته وكان الوقت شارف على موعد صلاة المغرب ، اختار مالك اقصر الطرق المؤدية الى المسجد الذي يصلي فيه ، وفي هذه الطريق تقاطع ، وعندما حاول قطع الشارع الى الجهة الاخرى فاجأته سيارة مسرعة جدا.. ويقودها شاب صغير السن ، ونتيجة للسرعة الزائدة صدمت السيارة مالك والقته ارضا وتدحرج لمسافة طويلة نتج عن ذلك كسر رجله اليمنى وبقي ممدا في وسط الشارع ولاذ سائق السيارة بالفرار. ويواصل ابوعامر والحزن والالم يعتصرانه روايته لتفاصيل الحادث كما اخبره ابنه مالك الذي يرقد الان على سرير الشفاء في غرفة العناية المركزة ، وفي هذه الاثناء ومالك على الارض وسط الشارع جاءت سيارة اخرى مسرعة جدا وبداخلها سائق وبجانبه شاب وفي الكرسي الخلفي فتاتان وصدمت جسد مالك ودحرجته الى الامام عدة امتار وأخذ جسده ينزف بعد ان اصيب بعدة كسور وجروح ، فنزل الشاب الذي يجلس بجانب السائق في السيارة وتفحص مالك وقال لصاحبه "يبدو انه ميت" ومالك يسمعه فطلب منه السائق الصعود للسيارة بسرعة وولوا هاربين. اما السائق الاول فلم يكلف خاطره بالتوقف واسعاف ضحيته التي اكمل عليها السائق الثاني وهما حتى الان هاربان من وجه العدالة ، لكن شاءت ارادة الله ان يبقى مالك حيا ويروي ما جرى لوالده. مالك الان في العناية الحثيثة ، ساقه اليمين مكسورة ، وتم استئصال احدى كليتيه ، وتعرض فكه لكسرين ، كما تعرض العظم الذي يحمي الرئة للكسر ايضا.
ابوعامر والد مالك يقول ان نجله اخذ يتحسن منذ امس الاول لكن الخطورة على حياته ما زالت قائمة ومضاعفات الصدمتين ماثلة امام الاطباء. الوالد المكلوم ناشد المواطنين العمل على وقف هدر دماء الناس من خلال الحد من حوادث السير المميتة.